تَأَمَّلْت عَلَى أَكْثَر الْنَّآس عُبُآدآتِهُم فَإِذَآ هِي عَآدَآَت ؛؛
فَأَمَّآ أَرْبَآب الْيَقَظَة فَعُآدآتِهُم عْبَآدَة حَقّيِقِيَّه ..
فَإِن الْغآفِل يَقُوْل (سُبْحَآن الْلَّه )عَآَدَة
وَالْمُتَيْقظ لآيَزَآل فَكَرِه فِي عْجْآئْب الْمَخلوّقَآت أَو
فِي عَظَمَة الْخَآلِق ؛ فَيُحَرِّكُه الْفِكَر فِي ذَلِك فَيَقُوْل
: (سَحَآن الْلَّه )
وَلَو ن الْإِنْسَآن تُفَكِّر فِي رْمَآنَة فَنَظَر فِي تَصْفِيْف
حِبُهِآ وَحِفْظِه بِالأَغْشْيّة لِئِلَآ يتَضآءَل وَإِقَآمَة الْمَآء
عَلَى عِظَم الْعَجَم ؛ وَجَعَل لْغِشَآء عَلَيْه يَحْفَظُه ؛
وَتَصْوِيْر الْفَرْخ فِي بَطْن الْبَيْضَة ؛ وَالْآدَمِي فِي
حَشَا الْأُم ؛ إِلَى غَيْر ذَلِك مِن الْمَخلوّقَآت ؛
أَزْعَجَه هَذَآ الْفِكْر إِلَى تَعْظِيْم الْخَآلِق ؛ فَقَآل :
سُبْحَآن الْلَّه ؛ وَكَآن هَذَآ الْتَّسْبِيح ثَمَرَة الْفِكْر ..
[b]فَهَذَآ تَسْبِيْح الْمُتَفَكِّرِين
ومَآتُزَآل أفَّكآرِّهُم تَجُوْل فَتَقَع عُبُآدآتِهُم بِالتَسْبِيحِآت مُحَقِّقَة ؛؛
وَكَذَلِك يَتَفَكَّرُوْن فِي قَبَآئِح ذَنُوْب قَد تَقَدَّمَت فَيُوَجِّب
ذَلِك الْفِكْر وَقَلِق الْقَلْب وَنَدِم الْنَّفْس ؛..
فَيُثْمِر ذَلِك أَن يَقُوْل قَآئِلُهُم ... أَسْتَغْفِر الْلَّه فَهَذَآ
هُو الْتَّسْبِيح وَالإِسِتِغَفآر
فَأَمَّآ الْغآفِلُون فَيَقُوْلُوْن ذَلِك عَآَدَة وَشَتَّآن مَآَبَيْن الْفَرْقَيْن